مدينة عربية تقع في لبنان بهضبة البقاع، تقع على خط عرض 34 شمالا، 36 و20- جنوبا، وكان الروم البيزنطيون يسمونها "هيلوبوليس"، وقد اشتهرت بأطلال معبد جوبيتر الذي شيده الإمبراطور الروماني البيزنطي "أنطونيوس" (138-161م)، ويقوم هذا المعبد فوق منبسط مرتفع. وبه ساحات وأبهاء زادها الإمبراطور كراكالا. وتدل التسمية اليونانية "هيلوبوليس" على أن مدينة بعلبك كانت مقرا لعبادة إله من آلهة الشمس. وقد أسماها المسلمون باسم آخر له نفس الدلالة هو "بقاع العزيز" ولفظة العزيز تدل على معبود متصل بإله الشمس كان يعبد في شمال الشام وأواسطها. وفي الفترة الأيوبية من عمر مدينة بعلبك نسبت هضبة بعلبك بالبقاع إلى العزيز بن صلاح الدين الأيوبي.
وتحكي رواية عربية حول معبد بعلبك أن معبد بعلبك أو معبد باخوس كان قصرا للنبي الملك سليمان بن دواد وقد أعطاه مهرا للملكة بلقيس ملكة سبأ باليمن
نبذة تاريخية
وقد فتح المسلمون مدينة بعلبك صلحا على يد أبي عبيدة بن الجراح عام 16هـ -637م وصارت من أعمال دمشق في عهد خلفاء بني أمية وبني العباس. وقد ضمت مدينة بعلبك إلى الفاطميين بالقاهرة عام 331هـ -942م. وعين الخليفة الفاطمي المعز لدين الله عليها واليا من قبله، وظلت هذه المدينة تابعة للفاطميين إلى عام 468هـ -1075م عدا فترتين: الأولى عندما غزاها الإمبراطور الروماني يوحنا وخربها عام 364هـ -974م، والثانية عندما احتلها صالح بن مرداس أمير حلب الثائر عام 416هـ -1025م ثم صارت مدينة بعلبك تابعة للسلاجقة بعد الفاطميين، وحكمها الأمير تتش السلجوقي وأولاده وشيدوا فيها حصونا منيعة صارت بها حسنة الدفاع عن نفسها. وبعد السلاجقة حكمها الزنكيون، ثم حكمها الأيوبيون في عام 570هـ -1174م بعد حصار دام أربعة أشهر. وقبل هذا التاريخ بخمس سنوات دمر زلزال مروع مدينة بعلبك وأسوارها، فأعاد نور الدين زنكي تشييد أسوار المدينة قبل انسحابه منها وتركها للأيوبيين.
وظلت بعلبك تابعة للأيوبيين حتى عام 658هـ -1260م عندما استولى عليها القائد المغولي قتبغا الذي سارع بهدم حصونها. وقد هزمه السلطان قطز في العام نفسه فصارت بعلبك تابعة لمصر المملوكية. ثم فتحها السلطان العثماني سليم الأول مع فتحه للشام كله وضم بعلبك فيما ضمه إلى ملكه. وقد دمر بعلبك زلزال في العهد العثماني1173هـ -1759م. وقد استولى القائد إبراهيم باشا بن محمد على باشا على مدينة بعلبك عام 1247هـ -1831م من الباب العالي العثماني لفترة وجيزة، ولم ينشئ العثمانيون في مدينة بعلبك إدارة منظمة إلا في عام 751هـ -1350م. ومنذ ذلك الوقت عم الرخاء مدينة بعلبك.
المعالم الحضارية
وقد اهتم الألمان بالتنقيب عن آثار بعلبك عام 1318هـ -1900م. وهي الآن مزار للسياح والرحالة الغربيين الذين يجوبون ربوع الشرق. ومن أهم أطلالها قصر بعلبك. وقلعة بعلبك وهي من أهم القلاع والحصون الإسلامية القديمة.
قلعة بعلبك
حول العرب المعبد إلى قلعة إسلامية حصينة بعد الفتح الإسلامي لمدينة بعلبك، وبنيت القلعة وشيدت على عدة عهود. وقد شيد في أول عهد من عهود بناء قلعة بعلبك سوران: أحدهما ناحية الجنوب الغربي، والآخر من الوجهة الأخرى، ووضع الباب وسط الجانب الغربي، وأقيم على كل من جانبيه برج قليل الارتفاع.
أما العهد الثاني من عهود بناء القلعة فهو عهد زنكي الذي انهمك في تحصين قلعة بعلبك، وقد نقل الباب إلى الجانب الجنوبي من القلعة، وبهذا الجانب ممر مسقوف يؤدي إلى داخل الحصن الخارجي، ثم إن الممر كان متصلا بالقسم الشرقي من القلعة بواسطة ممر آخر مسقوف يرتفع تدريجيا حتى يصل إلى مستوى هذا القسم. وقد بني مكان الباب القديم برج آخر كبير أقيمت على جانبيه استحكامات جديدة لا تبعد عن الاستحكامات القديمة، وكان هناك برج آخر في الركن الجنوبي الغربي.
وقد شيد السلطان بهرام شاه برجا جديدا في ذلك الموضع عام 610هـ -1213م كما ابتنى البرج الموجود في الركن الشمالي الغربي من القلعة عام 621هـ -1224م.
وفي العهد الرابع من عهود بناء القلعة ابتنى السلطان قلاوون وخلفاؤه عدة مبان جديدة منيعة، وقد دمر المغول قلعة بعلبك، ولكن ظل منها بعض دعائم الباب الخارجي للقلعة، والباب الجنوبي وقد أدخلت بعض الإصلاحات على الخندق المحيط بالقلعة فيما بعد.
